صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


التضامن واجب للتخفيف من تأثيراتها العلماء: الكوارث والابتلاءات آية من آيات الله وإنذار للغافلين

الأخبار

الخميس، 14 سبتمبر 2023 - 08:55 م

ليس عقابا من الله كما يزعم البعض، ولكنها آية من آيات الله مثل كل الكوارث الطبيعية، تبين ضعفنا ومدى حاجتنا إلى الخالق القوى ولتوضح أن كل هذا الكون، وكل مخلوق فيه، هو آية من آياته تعالى، يدعونا فيها للتفكير وإعادة النظر فى أفعالنا وتصرفاتنا وعلاقتنا به سبحانه وتعالى وعلاقتنا ببعضنا البعض كبشر، هذا ما يؤكد عليه العلماء خاصة بعد رؤيتنا لآثار الزلزال فى المغرب والعاصفة فى ليبيا ويؤكد الشيخ جعفر عبد الله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الأسبق أن سنة الابتلاء وسيلة لإيقاظ الناس من غفلتهم وإصلاح لمسار غير سوى فى حياتهم مضوا فيه من غير قصد منهم، وقد تكون تكفيرا عن الذنوب والسيئات ورفعا لدرجات المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الرجل ليبتلى على قدر دينه فإن كان دينه فى صلاح زيد له فى البلاء) وفيه البلاء اصطفاء لمن اختارهم الله شهداء يرتقوا إلى خالقهم، فالدنيا مهما طالت أيامها فمصيرها الزوال ومصير كل بنى آدم فى النهاية الموت، والرجوع إلى خالقهم، ففى كل الأحوال فإن مصائب الدنيا وابتلاءاتها مقارنة بالآخرة وما أعده الله لعباده قليلة.

اقرأ ايضاً| خواطر الإمام الشعراوى ..مقابلة نعم الله بالإيمان

ويشير إلى أنه واجب كل إنسان أن يقدم ما يستطيع ليمد يد العون للمبتلى وأن يواسيه ولو بكلمة، إن لم يستطع أن يواسيه بالمساعدة والمال. ويضيف أضم صوتى لصوت الإمام الأكبر الذى طالب الدول المتقدمة بأن تعيد حساباتها بعد كل هذه الكوارث وبعدما استغلت ثروات العالم خلال العقود الماضية، واستنزفت جهود العلماء فى تطوير الأسلحة التى تقتل وتدمر، فى حين أنه لو أنفقت هذه الثروات الهائلة، فى البحث العلمى وإفادة غيرها بنتائج هذه الأبحاث لكنا استطعنا تجنب أو التقليل من الآثار المدمرة لمثل هذه الكوارث.

ويعيد التأكيد أن المسلم عليه واجب عندما ينزل بأخيه المسلم وغير المسلم أو أهله وجيرانه كرب أو مصيبة أو بلاء أو نازلة من نوازل الزمان أن يمد له يد العون والمساعدة والتكافل والرحمة قال تعالى: «وافعلوا الخير لعلكم تفلحون» وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة»، والمواساة إما تكون بالمال إذا كانت هناك استطاعة أو بقضاء منافع ومصالح أو المشاركة الوجدانية بتخفيف الحزن والهم، وهذا حق وواجب شرعى وخلقى ومجتمعى وله ثواب فى الدنيا والآخرة.

ويوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر أن ما حدث ورأيناه من القتلى والهدم والدمار بعد زلزال المغرب وعاصفة ليبيا إنما هو عظة وإنذار من الله وتنبيه للغافلين للرجوع لله عز وجل، قال تعالى فى كتابه الكريم «هُوَ الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا»، وقال تعالى «إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا»، فعلينا ان نتعظ ونعتبر من هذه الزلازل والعواصف لأنها لم تكن جزافا أو عوامل جغرافية كما يقول الجغرافيون، يقول الله عز وجل فى محكم آياته «وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا» .

ويضيف أن بعض السلف قالوا «إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه»، إن ربكم يرسل هذه الصواعق والزلازل بين الحين والآخر لتكون عظة وعبرة لمن أراد أن يعتبر، فالزلازل والعواصف عظة وتذكير من الله تبارك وتعالى حتى يفيق الناس من غفلتهم، ويعودوا إليه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة